فتوى ابن عثيمين رحمه الله
:
سئل الشيخ العثيمين
رحمه الله في " فتاوى نور على الدرب " (ج188/ص92 )
:
الدرس الذي يكون قبل الأذان يوم الجمعة
ما حكمه و ما حكمه إذا كان بشكل مستمر؟
فأجاب :
أما الدرس الخاص الذي يكون بين عالم و تلاميذه
فهذا لا بأس به ، إلا
أنه نهي عن التحلق يوم الجمعة إذا كان في ذلك تضييق على من
يأتون إلى الجمعة
.
و أما إذا كان
عامّا مثل أن يكون الدرس في مكبر الصوت عاما
على جميع الحاضرين فإن
هذا منكر و بدعة . أما كونه منكرا فلأن النبي صلى الله عليه
وسلم أنكر على أصحابه
حين كانوا يصلون أوزاعا فيجهرون بالقراءة فقال عليه الصلاة
والسلام " كلكم يناجي
ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا بالقراءة " ؛ لأنه إذا رفع صوته شوش
على الآخرين ، فهذا وجه
كونه منكرا . فإن هذا الذي يحدث الناس بمكبر الصوت يوم
الجمعة يؤذي الناس لأن
من الناس من يحب أن يقرأ القرآن ، و من الناس من يحب أن
يتنفل بالصلاة ، و من
الناس من يحب أن يفرغ نفسه للتسبيح و التهليل و التكبير ، و
ليس كل الناس يرغبون أن
يستمعوا إلى هذا المتحدث ، فيكون في هذا إيذاء لهم . و من
أجل هذا أنكر النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم على أصحابه الذين يجهر بعضهم على
بعض
.
و أما كونه بدعة ،
فلأن هذا لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ، و هو صلى الله
عليه وسلم أحرص الناس على تبليغ الرسالة ، ولم يحصل و ذلك
لأنه سوف يحصل للناس
التذكير و الموعظة في الخطبة المشروعة التي ستكون عند حضور
الإمام
.اهـ